Pages

دليفري للبهوات

Friday, December 17, 2010

لماذا الممرضة دائما اسمها "فاتن"؟

يوم في حياة ممرضة سعيدة

يهدف هذا الإعلان لمخاطبة السيدات العاملات، تحديدا في الشرائح الدنيا من الطبقة المتوسطة، وهي النوعية الأصعب من الناخبين بحكم أن المرأة العاملة تتعرض مثل الرجل لكل مصاعب الحياة مضافا لها التعرض اليومي لاستفزاز أسعار الغذاء. المرأة هي الناخب الأكثر غضبا من الحزب الوطني، ولهذا فقد اختار الحزب أن تكون بطلته ممرضة (من أكثر الفئات المهنية مشاركة في الوقفات الاحتجاجية).

الرسائل الخفية: منزل الأسرة بسيط ويشير بسهولة لطبقة الممرضة، اسم فاتن يعبر فعلا عن ممرضة، ولا نعرف لماذا ولكن معظم المصريون يعتقدون أن 90% من الممرضات اسمهن فاتن، أيضا هي ليست في وزن مثالي كما أنها محجبة، وكأن الحزب يقول أنه لا يرفض الحجاب (مشكلته مع النقاب فقط)، نلاحظ أيضا أن كل النساء المترددات على العيادة محجبات (تمر في الخلفية امرأة مخمرة على الطريقة الشعبية)، لكن أهم شيء هي لعبة أن تذكر فاتن المشاكل والعيوب القديمة، لكن هذه العيوب لا تظهر على الشاشة كما ينبغي في أي رسالة توضيحية (لأن الصورة تعيش أكثر من الكلام)، فقط كلام فاتن الذي يحيل الأشياء السيئة إلى الماضي ويركز في الحاضر (هو اتجاه متعمد في كل إعلانات الحزب)، في النهاية، هزة رأس فاتن تجعل الإعلان كله كأنه سؤال يدور بعقلها وبعقل كل ناخب بعدها.

أخطاء قاتلة: قل لي أين يمكن أن تجد مدرسة تدهن بوابتها باللون الوردي (بمبي بمبي) وأسوارها باللون الأصفر الكناري ولا تغطيه عبارات "مدرستي جميلة نظيفة متطورة" ولا تحيط بها القمامة؟ بيت فاتن على بساطته يظهر به افتعال يتضح من الديكور (انظر لريموت التليفزيون والدش في وضعهما المثالي)، كالعادة يبحث المخرج عن أفضل مناظر.

وكذلك الأمر في الوحدة الصحية الاستثمارية، وبخلاف النظافة والطلاء الأبيض الناصع، الناس يتحركون في الفناء بطابور نظامي يهتم بإبراز كل نوعيات الشعب الكادحة.

الأكبر كان بتناول شؤون الأطباء، فهذا يفتح باب مقارنة فاتن بالطبيبة (جميلة نحيفة وغير محجبة) ويظهر أن لتفاؤل فاتن حدود، الإشارة لأحوال الأطباء كأنها تأتي ردا على اتهام متوقع بإهمال الحكومة لهم، كما أنه يشتت هدف الإعلان من جذب النساء العاملات إلى لافتة تأييد من العاملين بوزارة الصحة.

2 comments:

Michel Hanna said...

تحليل ممتاز يا سوني
أهنئك

Ibrahim said...

تدوينة جميلة و فيها لفت نظر لتفاصيل ما بنلتفتش إليها و بنمر عليها مرور الكرام .. أحييك يا أستاذ محمد